عرفت الجزائر الصناعة النحاسية منذ العهد الزياني حيث أنشأ الزيانيون مصانع لسبك النحاس والمعادن الأخرى في القرن 13م وقاموا بصنع النحاسيات لتلبية حاجيات السكان. إلا أن ازدهار هذه الحرفة في الجزائر كان في العهد العثماني، ويعود ذلك لاهتمام الأتراك بهذه الحرفة من جهة وقدوم المورسكيين من الأندلس من جهة ثانية الذين كانوا في الأغلبية تجار وحرفيين. فساهموا في ازدهار حرفة النحاس بالحواضر الجزائرية خاصة بالقصبة في العاصمة ومدينة قسنطينة وتلمسان وبصورة أقل في المدية بوغار والأغواط وتندوف وغرداية
إن حرفة النحاس قد تراجعت كثيرا وأصبحت مهددة بالزوال في الوقت الحاضر بجميع مناطق الوطن باستثناء مدينة قسنطينة، التي مازالت حرفة النحاسين أو الصفارين أو الصفارجية كما كانت تسمى سابقا تحافظ على بريقها، حتى أصبحت تُعرف بحرفة النحاس والمصنوعات النحاسية.
كانت قسنطينة في العهد العثماني ثاني مراكز صناعة النحاس بعد العاصمة الجزائر، واستمرت كذلك في العهد الفرنسي.
لقد حافظت مدينة قسنطينة على تراثها في صناعة النحاسيات وهي اليوم تنتج أكبر نسبة من المصنوعات النحاسية بطابعها التقليدي على المستوى الوطني، وقد ساهمت هذه الحرفة في التعريف بمدينة قسنطينة دوليا وعربيا. ونظرا لجودة منتجاتها فهي تنتشر في الدول العربية منها العراق ومصر وليبيا وتونس وسوريا، كما حصدت الكثير من الجوائز في مهرجانات دولية أهمها جائزة أحسن صناعة حرفية الخاصة بالنحاس في مهرجان الصناعات التقليدية والحرفية في العاصمة السورية دمشق عام 1998.
ينتشر النحاس في الوقت الحاضر في عدة أحياء بقسنطينة، على رأسها شارع رحماني عاشور، المعروف لدى سكان قسنطينة بشارع باردو والذي كان يحتضن الحرف النحاسية منذ عهد الاستعمار الفرنسي، وما زال يوجد به اليوم العديد من الحرفيين، يمتلكون خبرات ومعارف متعددة عن صقل وصناعة النحاس والنقش عليه، كما توجد في حي الدقسي عدة محلات للنحاسين تم فتحها حديثا، ويوجد حرفيون متفرقون في كل من عوينة الفول وشعب الرصاص وبكيرة.